أعلن حرس الحدود البولندي، عثوره على جثث ثلاثة طالبي لجوء بالقرب من الحدود مع بيلاروسيا، قضوا أثناء محاولتهم الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وقالت صحيفة "Gazeta Wyborcza" البولندية، إنه "تم العثور على ثلاث جثث في منطقة بيلوفيجا، حيث تم العثور على جثتين في مكان واحد، وبعد ذلك عثر جنود ضلوا الطريق على رفات شخص آخر".
ونقلت الصحيفة عن أحد النشطاء البولنديين قوله، إنه لم يتم تأكيد البيانات الخاصة بطالبي اللجوء الثلاثة القتلى، حيث قال حرس الحدود على موقع "تويتر"، إن 37 شخصاً حاولوا الدخول بشكل غير قانوني إلى أراضي بولندا من بيلاروسيا، وحاول 5 منهم تجاوز الحاجز.
وأضاف وبعد ظهور الدورية، هرب المخالفون إلى أراضي بيلاروسيا، في حين أبلغ حرس الحدود بأن "مواطنين من أوكرانيا ومواطناً من مولدوفا اعتقلوا بتهمة التواطؤ ونقل 15 مواطناً من أفغانستان".
وفي وقتٍ سابق كشف جندي بولندي يُدعى " إميل شيشكو"عن مقتل 240 مهاجراً قرب الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، بحسب ما أفادت وكالة "تاس" الروسية، وقال "شيشكو" الذي انشق وفر إلى بيلاروسيا المجاورة، إن الجيش البولندي تلقى أوامر بإطلاق النار على المهاجرين الذين حاولوا الدخول إلى بولندا.
فيما ذكرت لجنة التحقيقات البيلاروسية أنه "في أثناء التحقيق في القضية الجنائية، قال إميل شيشكو إنه منذ الـ 8 من شهر حزيران 2021، شارك مع زملائه في جرائم قتل منظمة بالمنطقة الحدودية قرب قرية سيميانوفكا في بولندا"، ووفقاً لما ذكره الجندي فإنه على علم بمقتل أكثر من 240 مهاجراً.
وفي أواخر كانون الأول الفائت أعلن حرس الحدود البيلاروسي، عثوره على جثة طالب لجوء سوري، عليها علامات تعذيب، بالقرب من الحدود مع بولندا.
وقال حرس الحدود البيلاروسي في بيانٍ له على موقعه الرسمي، إنه فتح تحقيقاً جنائياً يتعلق باكتشاف جثة لاجئ سوري على الحدود مع بولندا، بعد تكرر تلك الحوادث خلال الأشهر الماضية.
وأضاف البيان أن الفحص الأولي للجثة، أظهر وجود كدمات على الوجه والأطراف، إلى جانب آثار تُشير إلى أن الجثة تم جرها من الأراضي البولندية.
وأشار إلى أن السلطات البيلاروسية عثرت على وثائق بجانب الجثة، تؤكد أنه سوري الجنسية واسمه جابر الجوابرة، كما عثرت على أمر إبعاد بتاريخ 19 من كانون الأول الجاري، وأوراق منع دخول إلى بولندا ودول أخرى في منطقة "شنغن" لمدة 3 سنوات.
وشدد البيان على أن هذه الحالة هي السادسة من نوعها، التي يُعثر فيها على جثث طالبي لجوء عند الحدود مع بولندا، حيث سُجلت حوادث مماثلة في 19 و21 و23 من تشرين الثاني الماضي، وفي 2 من تشرين الأول و3 من نيسان الماضيين.
ومنذ بداية العام الحالي، سجل حرس الحدود البولندي حوالي 40 ألف محاولة لعبور الحدود بشكل غير قانوني من بيلاروس، مبيناً أن هذا أكثر بعشر مرات من العام الماضي، وفي تشرين الثاني الفائت، تم تحديد حوالي 8.9 ألف محاولة من هذا القبيل، وفي تشرين الأول 17.4 ألف، وفي أيلول 7.7 ألف، وفي آب 3.5 ألف.
ومنذ اندلاع أزمة اللجوء عبر آلاف المهاجرين القادمين بمعظمهم من الشرق الأوسط، في الأشهر الأخيرة، إلى الدول الثلاث المتاخمة لبيلاروسيا والأعضاء في الاتحاد الأوروبي ليتوانيا ولاتفيا وبولندا.
ويتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي "ألكسندر لوكاشينكو" بتنسيق وصول هذه الموجة من المهاجرين واللاجئين إلى الجانب الشرقي من التكتل، وذلك رداً على العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلاده.
وفي مطلع العام الجاري أعلنت الحكومة البولندية، البدء في مشروع بناء سياج ضخم يبلغ ارتفاعه أكثر من 5 أمتار، على طول حدودها مع بيلاروسيا، لمنع دخول اللاجئين والمهاجرين القادمين نحو الاتحاد الأوروبي.
وبحسب السكرتيرة الصحفية لحرس الحدود البولندي "آنا ميشالسكايا"، فإن عملية بناء الجدار الحدودي انطلقت حيث من المقرر أن يكون الجدار الجديد بطول إجمالي يبلغ 186 كيلومتراً وارتفاعه 5.5 أمتار، ومجهز بمعدات مراقبة متطورة، موضحةً أنه سيكون جاهزاً بحلول شهر حزيران القادم، موضحةً أن إطلاق عملية البناء ستتم في أربعة مواقع في آن واحد.
وتسببت أزمة المهاجرين بتوترات بين بيلاروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، حيث يسعى الأخير لفرض عقوبات جديدة على حكومة مينسك، متهماً إياها بشن هجوم على دول الاتحاد واستخدام آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء الفارين من مناطق الحروب في العالم كسلاح، عبر تشجيعهم على عبور الحدود.