طالب سكان بلدة "لويتز" بولاية "مكلنبورغ فوربومرن" شمال شرقي ألمانيا بإغلاق الوصول إلى وسط المدينة كما في العصور الوسطى، بعد إيواء عشرات اللاجئين مؤخراً معظمهم من السوريين.
وقالت صحيفة "بيلد" الألمانية أن سكان بلدة لويتز البالغ عددهم 4200 نسمة، يناقشون حالياً فكرة عزل وسط البلدة وإغلاق مداخل الوصول المباشر إليها كما كان يحدث في العصور الوسطى، وذلك بسبب إيواء 36 لاجئاً، معظمهم من السوريين، في المدرسة الابتدائية السابقة بالبلدة مؤخراً.
وأضافت أن نحو 400 شخص من سكان البلدة وقعوا على عريضة طالبوا من خلالها حكومة الولاية وعمدة البلدة بإرسال طاقم أمن إضافي إلى المدرسة التي يقطنها اللاجئون، بالإضافة إلى إطفاء مصابيح إنارة الشوارع طوال الليل، وإغلاق أبواب سكن اللاجئين.
وأشارت إلى أن ما يطالب به سكان البلدة، يعني بشكل فعلي إغلاق الممر المقوس لسور البلدة القديمة، الذي يحيط بوسط البلدة التاريخي بحيث يبقى اللاجئون خارجه.
وبحسب الصحيفة إن هذه الاعتراضات دفعت عمدة البلدة إلى اتخاذ إجراءات تتعلق بإطفاء أضواء الشوارع في الليل، كما تقدم ممثل المدينة "لوتز سيمانوسكي" بطلب إلى برلمان الولاية لتعليق الإغلاق الليلي تماماً.
وقال كبير المفتشين أندريه كروس في شرطة المقاطعة إنه "يجري حالياً التحقيق في قضية فتاة تبلغ من العمر 11 عاماً تعرضت للاعتداء والتحرش قبل أيام قليلة، حيث سيتم التحقيق مع مشتبه به بتهمة محاولة اغتصاب، لكن يكاد يكون من المستحيل أن تكون الجريمة قد ارتكبها أحد قاطني سكن اللجوء".
كما دعت البلدية المواطنين إلى اجتماع بشأن مناقشة موضوع إيواء اللاجئين، وشارك في الاجتماع نحو 250 شخصاً، وخلال الاجتماع أقدم رجل على إبراز أصبعه الأوسط بوجه نائب مدير المنطقة، وتلقى على الفور شكوى لتهمة الإهانة.
قرية ترفض استقبال اللاجئين
وكانت صحيفة "بيلد" الألمانية قد ذكرت في وقتٍ سابق، أن سكان قرية "بيتنهاوزن" بولاية بافاريا جنوبي ألمانيا، رفضوا استقبال المزيد من اللاجئين، الذين كانوا يقدمون لهم المساعدة خلال السنوات الماضية، وذلك بعد أن واجهوا عدة مشكلات مع بعض طالبي اللجوء مؤخراً.
وقالت الصحيفة إن "سكان القرية البالغ عددهم نحو 650 نسمة، يريدون التخلص من اللاجئين، بعد أن واجهوا مشكلات مع بعضهم، خاصةً أنهم باتوا يشعرون بأن السلطات قد تخلت عنهم تماماً".
ونقلت عن عمدة القرية "ألفريد لينغلر" قوله إن "القرية استقبلت عدة مئات من اللاجئين منذ عام 2015، وقدموا لهم المساعدة، لكن منذ عام 2021 تضاءلت الرغبة في المساعدة، وتم حل الدائرة المحلية المعنية بتقديم المساعدات".
وأضاف أن سكان القرية واجهوا مشكلات مع لاجئين من سوريا وأفغانستان واليمن، عددهم نحو 50 شخصاً كان يعيشون في أحد المساكن المخصصة للاجئين.
وحول الأسباب بيّن قائد فرقة الإطفاء "توماس تيرولر" أنه في عام 2022 انتقلت عائلة من الغجر إلى منزل بجوار منزل للاجئين الأوكرانيين، ضمن مبنى كان مهدماً وأعدته البلدية لاستقبال لاجئي الحرب، لكن أحد أبناء العائلة اقتحم أحد المنازل وسرق 150 يورو، وخلال أسبوع واحد قام بخمس عمليات سطو، وهو حالياً رهن الاعتقال".
وأضاف أنه "في أحد الأيام، اقتحم بعض الشباب الأفغان الذين كانوا في حالة ثمالة وسُكر شديد مراسم جنازة داخل الكنيسة، وأقدموا على التحرش جنسياً بنساء مسنّات، وشدوا ملابسهن، وعضّوا واحدة من أذنها.
وأشار إلى أن معظم اللاجئين جيدون ويتصرفون بشكل طبيعي تماماً، لكن بعض الأفراد منهم يسيء إلى سمعة الجميع، كما هي الحال في كثير من الأحيان، ما يتسبب في تغيير الحالة المزاجية لسكان القرية.
وأكد عمدة القرية أنه طلب المساعدة من وزارة الداخلية الألمانية وحكومة الولاية، لكن لم يستجب أحد لطلبه، مشيراً إلى أنه أنهى العقود الخاصة بمساكن إقامة اللاجئين في قرية بيتنهاوزن حيث سيتم إغلاقها بين 31 كانون الأول المقبل و31 آذار 2024.