أعاد الجيش اللبناني دفعة جديدة من اللاجئين السوريين إلى بلادهم، عقب اعتقالهم أثناء دخولهم إلى الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية.
وأظهرت لقطات فيديو متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عناصر من الجيش اللبناني يسلمون عددا من اللاجئين السوريين إلى مخابرات النظام السوري، عبر إحدى النقاط الحدودية في وادي خالد.
ووفقاً لمصادر سورية معارضة، فإن الجيش اعتقل مجموعة من السوريين في منطقة وادي خالد بعكار، وأرغمهم على العودة باتجاه سوريا عبر "جسر العريضة"، حيث كان ينتظرهم عناصر من الأمن العسكري التابع للنظام، بذريعة دخولهم الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، مشيرةً إلى أنه من غير المعروف إذا كان بينهم مطلوبون للنظام.
وفي كانون الأول الفائت، سيرت لبنان دفعة تضم 400 سوري، بإشراف ضباط وعناصر من الأمن العام والجيش اللبناني، حيث انطلقت الدفعة من بلدة عرسال، باتجاه معبر “الزمراني” على الحدود اللبنانية السورية، ثم إلى القلمون الغربي لتسوية أوضاعهم في مركز إيواء الجراجير.
وقالت حينها وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام "سانا" إن دفعة من اللاجئين السوريين وصلت إلى سوريا، عبر معبر الدبوسية الحدودي بريف حمص، تمهيداً لعودتهم إلى مناطقهم.
وكانت مصادر في الأمم المتحدة قد شككت بإحصائيات السلطات اللبنانية حول أعداد اللاجئين السوريين في لبنان، مبينةً أن الأعداد التي أعلنت عنها الحكومة، أقل بكثير من أعداد المتواجدين في البلاد.
ونقل "موقع الجنوبية" في وقتٍ سابق، عن مصدر أممي قوله إن الدوائر اللبنانية تؤكد أن أعداد اللاجئين السوريين تتجاوز الـ 2 مليون، في حين أن المفوضية السامية لحقوق اللاجئين "UNCHR" تؤكد أن العدد لا يتجاوز الـ 850 ألفاً، غالبيتهم من منطقة القلمون.
وأضاف المصدر أن السلطات اللبنانية لن تتمكن من إعادة جميع اللاجئين خلال السنوات العشرة المقبلة، مشيراً إلى أن عشرات الآلاف من السوريين سيبقون في لبنان، لاعتبارات وظروف فرضها الواقع اللبناني ويحتاجها في عملية إعادة الهيكلة الاقتصادية اللبنانية.
وشدد على أن معظم السوريين في لبنان لا يرغبون بالعودة إلى سوريا لأسباب عدة، أبرزها أن لدى لبنان مساحة حرية المعتقد والرأي وغيرها.
خطة العودة
وفي وقتٍ سابق كشف الرئيس اللبناني "ميشال عون" أن إنجاز اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل سيتبعه بدء إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، وهو الأمر الذي تم بالفعل حيث تم إعادة عدد من اللاجئين السوريين إلى سوريا.
فيما أعلن وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية "هيكتور حجار" أن هناك اتفاقاً سياسياً يضمن لبنان بموجبه العودة الآمنة للنازحين السوريين إلى بلادهم، مشدداً على أن رئيس الأمن العام اللبناني" عباس إبراهيم" يتابع الحوار والمفاوضات والتنسيق مع النظام السوري.
وأضاف أنه منذ فترة طويلة ونحن نحضر العودة الآمنة للنازحين السوريين، وهذا الاتفاق السياسي ضمن لبنان، ومتفقون على عودتهم الآمنة، مشيراً إلى أن الأمن العام افتتح مراكز لتسجيل الراغبين بالعودة إلى سوريا.