شهدت العاصمة التركية "أنقرة" خلال اليومين الماضيين حملات ترحيل جديدة شملت لاجئين سوريين وعائلاتهم، وذلك على الرغم من امتلاك معظمهم أوراق ثبوتية ورسمية، وبطاقات حماية مؤقتة صادرة عن ولاية أنقرة.
ونقلت وسائل إعلام سورية عن حقوقيين قولهم، إن عمليات ترحيل اللاجئين السوريين في تركيا، تحولت مؤخراً من الترحيل الفردي إلى الترحيل الجماعي، مشيرةً إلى ترحيل عائلات بأكملها وبشكل شبه دوري.
وأضافت أن السلطات التركية رحلت أول أمس السبت، أكثر من 40 عائلة سورية تم إيقافها في منطقة "قازان" بولاية أنقرة، ومن ثم تحويلها إلى مركز ترحيل غازي عينتاب المعروف باسم "أوزلي".
وأشارت إلى أن العائلات مكثت قرابة 48 ساعة في ولاية غازي عينتاب، ومن ثم تم نقلها عبر الحافلات إلى معبر جرابلس الحدودي، وإدخالهم إلى مناطق شمال سوريا.
وشددت على أن عمليات الترحيل طالت العائلات على الرغم من امتلاك أفرادها بطاقات حماية مؤقتة، مبينةً أن من بين المرحلين أيضاً "أرباب عمل" يمتلكون اذن عمل وأوراق قانونية، لافتةً أن جميع المرحلين لازالت ممتلكاتهم الشخصية داخل الأراضي التركية، دون إعطائهم أي مهلة للتصرف بها وبيعها قبل الترحيل.
وتزايدت في الآونة الأخيرة وبشكل مكثف، عمليات الترحيل في العاصمة التركية أنقرة، وذلك منذ أحداث عام 2021 التي شهدت فيها العاصمة التركية توترات كبيرة وعمليات حرق وتدمير ممتلكات للاجئين السوريين، على خلفية مقتل شاب تركي على يد لاجئ سوري هناك.
فيما يُرجع الجانب التركي أسباب الترحيل إلى وجود محاكم لم تغلق ومخالفات وشكاوى قضائية، وغيرها من المشاكل الأمنية والقانونية، بينما ينفي ذلك معظم اللاجئين المرحلين إلى شمال سوريا.
وبحسب مصادر متطابقة فإن حملات الترحيل تركزت في المرحلة الأولى على المقيمين في أحياء أنقرة، بدأت بألتنداغ ثم ماماك ثم كتشورين، مبينةً أن الحملات توسعت لتشمل مناطق في ريف أنقرة كـ باي بازاري وبولاطلي وكازان وتشبوك.
اللجنة السورية-التركية تنتظر الرد
وفي ذات السياق، قالت المتحدثة باسم "اللجنة السورية التركية المشتركة" إناس النجار، في تصريحات لوسائل إعلامية، إنها أرسلت إخطاراً لرئاسة الهجرة حول الوضع الراهن عند ترحيل الدفعة الأولى، مؤكدةً أن اللجنة على تواصل مع جميع العوائل ولكن إلى الآن لم يصل أي رد من الجهات التركية.
وأضافت إنه تم التواصل أيضاً مع وزارة الداخلية ورئاسة اللاجئين في البرلمان التركي، مشددةً نحن بانتظار التوضيح من الجانب التركي حول ما يحصل.
من جانبه أكد المدير العام لمكافحة الهجرة غير الشرعية "رمضان سيشليمش" مطلع الشهر الجاري، أن الترحيل شمل 109.816 "مهاجراً غير شرعي" خلال العام، وأشار إلى أن مراكز الإعادة، وعددها 30 في أنحاء البلاد، كانت تستوعب 1740 شخصاً عام 2015 ووصلت الطاقة الاستيعابية لها اليوم إلى 20 ألفاً و 540 شخص، لافتاً إلى وجود ما يقرب من 18000 مهاجر غير شرعي في مراكز الترحيل.