لفصلهم عن أطفالهم: لاجئون سوريون يعانون في قبرص

 

يعاني لاجئون سوريون في قبرص محنة الانفصال عن أطفالهم وعائلاتهم، بعدما قامت السلطات القبرصية بإرجاع قسم إلى لبنان وإبقاء آخر في الجزيرة.
ونقلت وكالة فرانس برس في تقريرٍ لها، معاناة لاجئة سورية تدعى كوثر رسلان حيث تقول إنها محطمة، تحمل رضيعها في مخيم للاجئين في قبرص، حيث نقلتها السلطات بعدما فصلتها عن زوجها وأطفالها الصغار في البحر.
وتضيف كوثر أنها غادرت بيروت مع عشرات اللاجئين السوريين الآخرين، في 22 آب الفائت، على متن قارب كان متوجهاً بشكل غير قانوني إلى الجزيرة الواقعة على مسافة نحو 160 كيلومتراً من لبنان.
وبحسب فرانس برس كانت الشابة البالغة 25 عاماً التي بدأت رحلتها مع زوجها وطفليها، حاملاً على وشك الولادة. وعندما اقترب القارب مسافة نحو عشرة كيلومترات من الساحل القبرصي، أصبح محاطاً بخفر السواحل الذين أبحروا لإعادته إلى لبنان.  وتشير فرانس برس إلى أن هناك تسجيلاً مصوراً التقط من على متن القارب، حيث يصرخ فيه الركاب "ساعدونا".
ولفتت الوكالة أنه نظراً لوضع كوثر الصحي، قام عناصر خفر السواحل باصطحابها معهم، لكنهم تركوا بقية أفراد عائلتها في القارب الذي عاد بعد ذلك متوجهاً إلى لبنان حيث يعيش أكثر من مليون لاجئ سوري، مضيفةً أن كوثر قالت " كدت أموت عندما علمت بعودة عائلتي إلى لبنان".
ونقلت الوكالة عن كوثر قولها " كنت متأكدة أنهم سيسمحون لزوجي وطفلي بالعبور، ولن يفرقونا، أو لن يعيدوهم إلى لبنان، كنت متأكدة من ذلك، شاهدوا زوجي وهو يضعني على قارب الإنقاذ وكان يحاول إعطائي الطفلين، لكنهم اقتادوه ومنعوه من ذلك وكانت طفلتي برفقته، لا يمكنني أن أنسى هذه اللحظة".
وأشارت الوكالة إلى أن كوثر المنحدرة من محافظة إدلب شمال غربي سوريا، طالبت السلطات القبرصية بقبول طلبها للم شمل الأسرة قائلةً:  "لا يمكننا أن نعيش في لبنان ولا في سوريا، أطالب السلطات القبرصية بأن تعيد لم شمل عائلتي، كي أعيش مع أطفالي هنا وأضمن لهم مستقبلاً أفضل".
وتنقل الوكالة عن زوج كوثر، حسن علي الذي يعيش حالياً في قرية عين التفاحة القريبة من بيروت حيث يستأجر غرفة أن "الأطفال مصدومون، ينادون بلا هوادة ماما".
وبحسب فرانس استذكر حسن يوم 22 آب المأساوي عندما بقي القارب في مكانه لساعات في أثناء تدخل خفر السواحل، حيث قال "كانت الشمس حارقة عندما كنا على متن القارب، الطفلان أصيبا بالجفاف، كانت طفلتي لا تتحرك، اعتقدت أنها ستموت، وأنها لن تنجو، وابني كذلك الأمر، كان بالكاد يتحرك، لم يكن يتنفس بشكل طبيعي".
ومن جانب آخر أوضحت "إميليا ستروفوليدو" الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في قبرص أن "هذه الممارسة يجب أن تتوقف لأنها تعرض أرواحاً للخطر".
ودعت أميليا السلطات القبرصية إلى لم شمل أسرة كوثر مشيرةً إلى أن الإعادة القسرية للاجئين في البحر تتعارض مع القانون الدولي.
وعلى صعيدٍ آخر  ستطلق (EuroMed Droits)، وهي شبكة تضم 65 منظمة متوسطية لحقوق الإنسان، حملة اليوم الإثنين لنشر الوعي بهذه المسألة، داعية الاتحاد الأوروبي إلى "التحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها شرطة الحدود القبرصية".
وفي 21 أيلول الماضي وخلال جلسة استماع في البرلمان القبرصي، انتقد العديد من النواب سياسة الهجرة في بلادهم، ونقلت (فرانس برس) عن النائبة ألكسندرا أتاليدس من حزب الخضر أن "على الحكومة تطبيق القوانين الدولية ولم شمل كوثر مع عائلتها الآن".
ومع دخول لبنان في أزمة اقتصادية غير مسبوقة، بدأ مئات السوريين بمحاولة العبور إلى قبرص، إلا أن الأخيرة وقعت اتفاقاً مع لبنان عام 2020 يقضي بإعادة أي لاجئ يحاول الوصول إلى الجزيرة بحراً.

 

ذات صلة