مهاجرون لبنانيون يصلون قبرص هرباُ من تردي الاقتصاد في بلادهم

قطع مئات اللبنانيين خلال الأشهر الماضية 200كيلومتراً جواً التي تفصل بين بلادهم وجزيرة قبرص ليستقروا فيها، ولو مؤقتًا، هربًا من جحيم الأزمة في بلادهم حيث انقطاع الكهرباء وشح الوقود والأدوية وانسداد الأفق.
وبحسب موقع فرانس برس فإن آلاف اللبنانيين غادروا البلاد على وقع الأزمة واختار كثيرون منهم قبرص إلا أنه لا إحصاء رسمي بعد لعدد اللبنانيين في قبرص، فضلاً عن دخول بعض  اللبنانيين بجوازات سفر غير لبنانية.
ونقلت فرانس برس عن السفيرة اللبنانية في قبرص "كلود الحجل" قولها إنه"  منذ تشرين الأول 2019 مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في لبنان ضد الطبقة السياسية، لاحظنا زيادة كبيرة في عدد الملفات العائلية التي فتحت في السفارة وسجلنا الزيادة الأكبر بعد انفجار 4 آب" في مرفأ بيروت الذي أسفر عن أكثر من 200 قتيل و6000 جريح ودمر أجزاء كاملة من العاصمة.
وأضافت السفيرة للوكالة ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها اللبنانيون بكثافة إلى قبرص. فخلال الحرب الأهلية 1975-1990، انتقل عدد كبير منهم إلى الجزيرة، وعاد قسم كبير منهم إلى البلد بعد انتهاء الحرب، وقالت الحجل في الثمانينات، كان هناك مئة ألف ملف عائلي مسجل في السفارة".
وتابعت السفيرة "خلال حرب تموز 2006 بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، شكلت قبرص قاعدةً خلفية للبنان ففي ظل إقفال مطار بيروت الذي تعرض لقصف إسرائيلي، انطلقت سفن إجلاء من بيروت ونقلت الرعايا الأجانب إلى الجزيرة ليغادروا بعدها إلى بلدانهم. كما نقلت لبنانيين عاشوا في قبرص لفترة مؤقتة، في انتظار انتهاء الأعمال العسكرية.
ولفتت السفيرة اللبنانية إلى أن قبرص تساعد اللبنانيين كثيراً، مضيفةً أنه، بموجب آلية المسار السريع لمعاملات تأسيس الشركات، "أصبح الأمر يستغرق 10 إلى 15 يوماً بدلاً من شهرين أو ثلاثة كما كانت الحال في الماضي".
فيما قال المسؤول عن قسم التجارة والصناعة في وزارة التجارة كونستانتينوس كارايوريبس إن السلطات القبرصية "أطلقت مساراً سريعاً لتسجيل الشركات الأجنبية في تشرين الأول"، وإن "هذه الآلية لقيت اهتماماً كبيراً من جانب شركات لبنانية، إذ تسجلت حتى الآن سبع شركات كبيرة ومتوسطة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ونقلت معها مئتي موظف لبناني".
وتوقع أن يرتفع العدد بحلول آخر العام الحالي بفعل أن عائلات موظفين كثيرين ستنتقل أيضا الى الجزيرة.
ورأى كارايورييس أن انتقال هذا العدد الكبير من الشركات اللبنانية سينعكس إيجاباً على الاقتصاد القبرصي من خلال "إنفاق موظفي هذه الشركات رواتبهم العالية إجمالاً" في السوق القبرصية، ومشيراً إلى أن "المنفعة الأهم هي انتقال المعرفة من الشركات الأجنبية إلى تلك المحلية".
ونقلت فرانس برس عن رجل الأعمال اللبناني جورج شهوان، وهو صاحب عشرات المشاريع العقارية في قبرص أن اللبنانيين يختارون الجزيرة العضو في الاتحاد الأوروبي للاستثمار والاستقرار، لأنها تقدم لهم حوافز عدة، فهي تمنح الإقامة مدى الحياة لكل شخص يمتلك فيها عقاراً جديداً، كما أن المصارف القبرصية تسهل معاملات الحصول على قروض للبنانيين الذين لديهم مدخول بالدولار".

ذات صلة