قلق أوروبي من موجات هجرة أفغانية شبيهة بموجات الهجرة السورية

يقوم الاتحاد الأوروبي عُقب سيطرة تنظيم طالبان على السلطة في أفغانستان بصياغة استراتيجيات لكيفية تجنب تكرار حدوث موجات هجرة كبيرة كما حدث إبان اشتداد الأزمة السورية.
وتظهر الأحداث الحالية في أفغانستان تخوفاً ألمانياً من تكرار سيناريو عام 2015  عندما وصل إلى المقاطعات الألمانية عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، واستمرت موجات التدفق حتى اكتظت ألمانيا بالسوريين الفارين من الحرب والنظام السوري.
فيما يجري وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء 18 آب، محادثات بشأن الهجرة على خلفية الأزمة الحالية في أفغانستان، مع قلق بعض مناطق التكتل من احتمال حدوث نزوح جماعي للأشخاص الفارين من الحياة في ظل حكم طالبان.
ويأتي الاجتماع على خلفية تدفق المهاجرين من الحدود الليتوانية وطرق معالجتها، وسط تقارير صحفية  تتهم بيلاروس المجاورة بغض الطرف عن اللاجئين كرد فعل على العقوبات الغربية عليها.
وفي أعقاب استيلاء طالبان على السلطة، يقوم بعض قادة الاتحاد الأوروبي بالفعل بصياغة استراتيجيات لكيفية تجنب تكرار ما كان عليه الوضع في أعوام 2015 و2016، وشددت وكالة الأمم المتحدة للاجئين ومنظمات حقوقية مختلفة على ضرورة حماية المعرضين للخط.
كما دعت فرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا، الاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحرك استباقي خشيةً من موجات هجرة جديدة.
وأبدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رغبتها في مواصلة العمل في أفغانستان بعد استيلاء مسلحي طالبان على السلطة.
 وقالت ممثلة المفوضية في ألمانيا كاتارينا لومب لصحيفة "دي فيلت" الألمانية في تصريحات نشرت اليوم الأربعاء: "نريد البقاء في البلاد لأن الشعب هناك بحاجة إلى المساعدة الآن أكثر من أي وقت مضى".
 وأضافت لومب أن المفوضية ترغب ومنظمات إنسانية أخرى في مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية "وفقا للمبادئ الإنسانية للحياد والنزاهة والاستقلال".
وتقول المنظمة إن لديها حاليا 200 موظف يعملون في أفغانستان. وأوضحت لومب: "بما أن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية زادت بشكل كبير ومن المرجح أن تستمر في الارتفاع، فإن الشعب بحاجة إلى المزيد من الدعم الدولي".
وأشارت إلى أنه على مدى السنوات الأربعين الماضية أو أكثر، وجد أكثر من 90 % من اللاجئين الأفغان مأوى في إيران وباكستان المجاورتين وقالت إن "معظم الأفغان الذين نزحوا في الشهور القليلة الماضية هم مشردون داخليا حاليا في بلدهم. هم الآن بحاجة ماسة إلى الدعم والمساعدات الإنسانية".
ويشعر ثلثا الألمان تقريبا 62.9% بالقلق إزاء تدفق اللاجئين إلى البلاد كما حدث في عام 2015، وفقا للاستطلاع الذي أجراه معهد سيفي لاستطلاعات الرأي لصحيفة أوغسبورغر ألغماينه اليومية. وكشف الاستطلاع عن أن ثلثهم تقريبا (30%) يفكر بطريقة مختلفة عن الأعوام السابقة.
وقال الناخبون الذين يؤيدون حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف على وجه الخصوص إنهم قلقون من تدفق اللاجئين.
وقال ثلاثة أرباع مؤيدي الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحليفه البافاري الاتحاد الاشتراكي المسيحي وكذلك الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي إنهم يخشون حدوث أزمة لاجئين على غرار ما كان عليه الوضع قبل ست سنوات. ووسط أنصار حزب الخضر، رأي 38.8% فقط الأمر على هذا النحو.
فيما هبطت، يوم أمس الثلاثاء،0في مدينة فرانكفورت طائرة تابعة لشركة لوفتهانزا تقل نحو 130 شخصاً تم إجلاؤهم من كابل، وقال متحدث الثلاثاء إن لوفتهانزا ستنظم أيضا بالتشاور مع الحكومة الألمانية رحلات إجلاء من الدوحة في قطر وربما من دول أخرى على الحدود مع أفغانستان.
 

ذات صلة